تم إفتتاح الموقع بتاريخ 28 مايو 2012

الخميس، 31 مايو 2012

الأحلام حقائق وخفايا



بسم الله الرحمن الرحيم
الأحلام ! تلك التي تحمل لنا فكرة، حكاية، رغبة، شعور، رمز غامض أو لحظة جنونية
لماذا أوجد الله سبحانه وتعالى الأحلام؟
وكيف نحلم؟
وأين هو مكان الحلم فينا؟
ولماذا نتذكر أحلامنا حيناً وتسقط من ذاكرتنا أحياناً أخرى؟
بدايةً علّنا نتذكّرُ أحلامَ أشخاص كان لها أكبر الأثر في تاريخ البشر
رؤيا النبي يوسف عليه السلام، رؤيا النبي ابراهيم عليه السلام، حلم العزيز ملك مصر، وحلم فرعون وغيرهم ممن كانت أحلامهم دلالة على شيء واحد "أهمية الأحلام في حياتنا" وأنها وتفسيرها ليست مجرد كلام يُلقى على عواهنه.
عند الغرب الأحلام هي بشكل عام تجليات النفس المكبوتة في منطقة اللا شعور وأبرز من ألبسها ثوب التفسير هذا هو العالم سيغموند فرويد، الذي أظهر من خلال تجاربه واستنتاجاته أن الأحلام ما هي إلا رغبات -على الأغلب ذات طابع جنسي- خفيّة تأبى إلا الظهور ولو بشكل مشهد في منام، وبالرغم من أنه لاقى انتقادات شتى ولكن نظريته ظلّت لفترة طويلة المرجع الأساسي المنطقي للأحلام وتفسيرها.
ومن العلماء المعارضين لنظرية فرويد المعالج النفساني كارل غوستاف يونغ الذي قال منتقداً (بما أن حياة الانسان ليست وقفاً على هذه الغريزة الأساسية أو تلك، فإن الأحلام لا يمكن تفسيرها من جانب عنصر واحد فقط، حقاً هناك أحلام تنطوي على رغبات مكبوحة وعلى مخاوف ولكن ما بالنا بتلك الجوانب التي لا تحيط بها الأحلام ولا تتضمنها؟ الأحلام قد تتيح التعبير عن حقائق تتعذر مقاومتها، وعن دلالات فلسفية، وعن خيالات هائمة، وعن توقعات وتنبؤات، وعن خبرات لا عقلانية، بل حتى عن رؤى تواصل روحية (تليباثية) تخاطرية، وإلى جانب هذا ثمة أمور كثيرة لا يعلمها إلا الله).
أما عند العرب أو في الإسلام فمعرفة الأحلام ودلالاتها تعتبر علماً موهوباً وليس مُكتسباً، وأهم من أهتم بالأحلام وتفسيرها ابن سيرين وله كتاب معروف، وتلميذه عبدالغني النابلسي، ورفع من مكانة الأحلام وقيمتها ابن القيم الجوزية، وتحدّث عنها مطولاً ابن خلدون.
إذن فالفرق بين الأحلام وتفسيرها عند الغرب والعرب يظهر في أن الغرب يدرسونه ضمن علم النفس والتحليل وله نظريات مختلفة، أما عند العرب والمسلمين فهو حالة روحية غيبية تدل على أحداث ووقائع لا ينبغي إغفالها.

لماذا نحلم؟

قد يولد الحلم من رحم إلهام ما ، وقد يوجد تبعاً لأحداث قريبة أو بعيدة، وقد ينشأ بصورة غير معلومة على شكل تحذير أو تذكير
وبعبارة أخرى فالشعور محفز قوي للحلم
ولذلك نلاحظ أن الأشخاص ذوي الإيمان المطلق والحدس القوي تكون أحلامهم ذات معنى وأهمية أكثر من غيرهم
وربما كان حلمك له علاقة بشخص آخر، أي أن تحلم بأمر ما ويتضح لاحقاً بأن حلمك هذا يخص شخصاً آخر تعرفه بغض النظر عن نوع علاقتك بهذا الشخص، فطاقتك الشعورية قد تتعدى محيطك
ويمكن أن يكون الحلم عبارة عن إشارات تنبئ بالمستقبل، ولمن بحث في مجال الأرواح فإن الروح بعد النوم تصل إلى أعلى مراحل الرقي وبهذا فإنها تستطيع الإتصال بعوالم وأبعاد أخرى ومعرفة أحداثاً مستقبلية والالتقاء بالموتى.
هناك أفكار شائعة خاطئة حول والأحلام سأورد بعضاً منها
( أنا لا أحلُم ) عبارة متداولة ولكن الحقائق تدحض ذلك القول، إذ أن الشخص الاعتيادي معدل أحلامه في الليلة الواحدة في حالة النوم الطبيعي هي ثلاث مرات ! ولكن الذي يحدث هو نسيان للأحلام أو عدم القدرة على استرجاعها بالكامل، وفي هذا الصدد سنأتي لاحقاً على سبب تذكُّر الأحلام ونسيانها
( مسؤولية المنبهات الخارجية على إحداث الحلم ) قد يقول قائل أن صرير الباب حينما كان نائماً هو سبب حلمه الذي رأى فيه كأنه يُصعَق سمعُه بأصوات نشاز مزعجة، ولكن الحقائق تؤكد أن المنبهات الخارجية يمكنها أن تجد طريقاً فتتسرب إلى الحلم وهو جارٍ فتمتزج به وتكون جزءاً منه، لكنها ليست بأية حال مسؤولة عن حدوثه
تقول آن فاراداي في كتابها "الأحلام وقواها الخفية" : في إحدى دراساتي سكبت ماءاً بارداً على يد امرأة نائمة في فترة حلم حركة العين السريعة، وعندما استيقظت سألتها عما رأت فذكرت ( كنت أحلم أنني قفزت لأدخل عربة قطار كان قد تحرك لتوه، وأحسست بالراحة إذ تمكنت من الصعود قبل أن يفوتني، فما أن أخذت مكاني وأشعلت سيجارتي حتى شعرت بماء على يدي، فالتفتُّ إلى مصدره فرأيت مطراً يأتيني عبر النافذة المفتوحة).

كيف نحلم؟

راقب العلماء حركات العينين عند أشخاص نائمين بواسطة التخطيط الكهربائي للمخ فوجدوا أن الإنسان في مراحل نومه الأربعة تصدر عن عينيه حركة إما سريعة ومنتظمة الاتجاه عند كلا العينين وهذه الحالة تسمى REM أو حركة بطيئة لا يكون فيها اتساق او انسجام للعينين وتسمى NREM
وتتم الأحلام غالباً في حالة نوم REM والنائم في هذه المرحلة لا يتم إيقاظهم بسهولة لأنه يكون مستغرقاً في حلمه بحيث يصعب إيقاظه، على النقيض من ذلك فإن النوم في حالة NREM يكون فيها الذهن خالياً من حقائق الأحلام ويُذكر أن الحلم في هذه الحالة يميل أن يكون أقصر وأقل وضوحاً وأدنى شفافية مما تكون عليه الأحلام في حالة REM ، وأن الأشخاص يحسون وهم في حالة NREM أنهم يفكرون بدلاً من أنهم يحلمون، لهذا السبب يشير الباحثين إلى المحتوى العقلي من فترات NREM بأنه "تفكير".

لماذا لا نتذكر أحلامنا؟

قسم الباحثين الأشخاص من حيث تذكر الحلم إلى نوعين : اللا تذكريون (أو اللا استرجاعيون) و التذكريون (أو الاسترجاعيون) وهذا التقسيم جاء على خلفية فروق فردية نفسية في الشخصيات
واللا استرجاعيون هم الأشخاص الأعمق نوماً من النوع الآخر وهم في الواقع شاردي النظرات ويميلون إلى التردد والتهرب أكثر من غيرهم ومن الناحية النفسية هم يخشون الفظائع القابعة في أعماقهم من أن تُكتشف بواسطة تفسير الأحلام فيطردونها لا شعورياً وبالتالي لا يعودوا يتذكرون أحلامهم لأنهم كبتوا أحلامهم قبل أن يستيقظوا.
وقد ثبت علمياً وتجريبياً أنه إذا تم إيقاظ الشخص بصورة مفاجأة كالمنبه مثلاً فإن قدرته على استرجاع الحلم تكون أكثر مما لو تم إيقاظه بشكل تدريجي
أي أن التنبيه المباغت أو السريع يساعد على تذكر الأحلام أفضل من التنبيه الهادئ البطيئ.
ومن تجارب العلماء والباحثين الموثقة أنه إذا تم إيقاظ النائم وهو في حالة نوم REM فإنه يستطيع تذكر حلمه كاملاً أما في حالة النوم الخامل أو الفاتر NREM فإن تذكر الحلم يكاد يكون مستعصياً
كما أنه يجب على الشخص الذي استيقظ بشكل عرضي مفاجئ وتذكر حلمه على الفور أن يبقى لمدة عشر دقائق على الأقل مستيقظاً ومتأملاً حلمه الذي رآه وإلا تعذّر عليه بعد ذلك استرجاع الحلم
بقي أن نذكر أن هناك أنواع أحلام من النادر المرور بها أو تجربتها، مثل
الأحلام الشفافة : أن يشعر الحالم بوعيه أثناء الحلم مع إمكانة تغيير مجرى الحلم
أحلام التصعيد أو العلو : أن يشعر الحالم أن المشاهد التي يراها في حلمه تتنفس أو تتحرك وأن يراها أجمل بكثير من الواقع وهذا قد يحدث للأشخاص متعاطي بعض العقاقير أو المخدرات ويحدث أيضاً لأناس لم يتعاطوا أي شيء على الإطلاق.
نرحب بتعليقاتكم ومشاركاتكم..




0 التعليقات:

إرسال تعليق