تم إفتتاح الموقع بتاريخ 28 مايو 2012

الجمعة، 8 يونيو 2012

التصوير الأحادي (التصوير بالأسود والأبيض)


إلى العام 1891م كان العالم مضطراً لأن يرى الصور باللونين الأسود والأبيض فقط، فقبلها لم يكن المخترع جبريل ليمان قد انتهى من اختراع آلة التصوير الملونة.

ونعلم اليوم أن لكل نوع من التصوير آليات وخطوات ومعانٍ.
وهنا سنتكلم عن فنيّة وجمالية هذا النمط من التصوير (التصوير الأحادي أو الرمادي)، فالكثير من المصورين يستهويهم الحس الذي يخلّفُه التصوير الرمادي، برغم أنه لا يجذب كثيراً من المتلقّين أو المهتمين بالتصورير الفوتوغرافي.

للتصوير بالأسود والأبيض شقين أو بُعدين : بُعد فني تكنيكي وبُعد جمالي إبداعي
الأول يتشكّل بمراعاة جملة من القواعد أهمّها الإضاءة، فإذا كانت الشمس هي مصدر الضوء المُستخدم في التصوير الرمادي فيستحسن أن يكون الوقت شروقاً أو غروباً، أو يكون الطقس غائماً، فالظلال تخلق تأثيراً قوياً مُحبباً
أما إذا اخترنا الضوء المتولد عن الكهرباء فيُحبّذ أن تكون إضاءة جانبية.

وفي البُعد الآخر "الجمالي" يَظهر العُمق وتجسيد الهدف المُراد إلقاؤه على عين المُشاهد
بمعنى أنه إذا كانت الصورة المُلتقطة تحمل عاطفةً ما فيُفضّل استخدام التصوير الرمادي لأنه أقدر على إبراز الأحاسيس والمشاعر أكثر مما لو كانت الصورة ملونة
لماذا؟ لأن التصوير الملون قد يحمل تفاصيل ألوان عديدة فيُحير المُشاهد ويُشتت انتباهه وتركيزه، بينما التصوير الرمادي يتميز بإيصال الهدف ببلاغة صامتة.

ولذلك طالما كان هذا النوع من التصوير مفيداً وناجحاً في نقل الأحداث التي تنشرها الصحف.

أين يبرز جمال وأهمية التصوير؟
في البورتريه، تصوير المسنين والأطفال، في المساكن القديمة أو أحياء الفقراء، في تصوير الأماكن الخالية أو الغامضة، في الملامح الحزينة أو الشاردة، في إظهار التفاصيل الدقيقة في الأجساد، في المواد المصنوعة من الزجاج.

ومن المهم جداً أن نعلم أن التباين في التصوير الرمادي هو العنصر الأهم لتحديد وتكوين الصورة بشكل عام
أي أن الصورة التي تحمل اللون الرمادي بتدرجاته فقط تكون باهتة مملة، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن تواجد اللون الأسود مع الأبيض وبينهما الرمادي يُكمل الصورة ويترك انطباعاً أفضل.

وبإمكاننا بعد التقاط الصور الرمادية التحكم بالتباين من خلال برامج تحرير الصور.

فيما يلي صور مُجمّعة ومنتقاة لفن التصوير الرمادي...









































































































































































الاثنين، 4 يونيو 2012

المندل

المندل :
كشف المندل أو ضرب المندل هو اتصال إيحائي مع الشياطين عن طريق شخص مؤهل تتوفر فيه مواصفات معينه للاستعلام عن شئ مجهول.


يقول الله تعالى : ‏‏{‏وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا‏}صدق الله العظيم.




الطقوس المستخدمة:

يبدأ الساحر في طقوس معينة لاستخدام المندل يبدأ فيها باستخدام آيات قرآنية وتعاويذ شيطانية وشركيات بهدف الوصول لمبتغاه عن طريق أشخاص مؤهلين لرؤية الشياطين والتواصل معهم، والاشخاص المؤهلون للنظر كما يعتقدون السحرة والكهنة هم :
-الطفل غير البالغ
-المرأة العذراء
-المرأة الحامل
-المملوك
العامل المشترك في الاشخاص المؤهلين كوسطاء روحانيين هو عقدة النقص، فالطفل ناقص حتى يرشد، والعذراء مضطربة الجنس حتى تُفتَض والمرأة الحامل تحمل عقدة نفسية حتى تضع ولادتها، وأخيراً المملوك يحمل سلوك النقص الاجتماعي حتى يتحرر.

التفسير العلمي الوحيد عن أهلية هؤلاء الاشخاص هو التنويم الإيحائي والخيال الواسع الذي يتوفر لديهم.

التنويم الإيحائي :

حالة ذهنية تتم في هدوء واسترخاء، كما أنها تتم عن طريق الجهة اليمنى من العقل وهي الجهة المسؤولة عن الحدس والخيال والتأمل فالطفل يلجأ تلقائياً إلى عالم الصور والخيال وفتح هذا الباب بالتنويم الايحائي لدى الطفل ميسرٌ جداً.

كما نجد أن البقية يعيشون حالة من العقدة والاضطراب ولاشك أنّ من كان حالهُ هكذا فهو في اضطرار واضطراب وحاجة ينتظرها، فتسهل الأحلام عليه، ويكثر الخيال لديه، فتربته خصبةٌ يمكن زرعها دون عناء.

الطقوس:

توفير الطقوس المناسبة من بخور، عزيمة، زيت أو حبر أو شيء لامع لأنها ستكون المرآة لرؤية الحدث عند التواصل مع الشياطين عن طريق الشخص المؤهل ونلاحظ أن المواد المستخدمة ذات انعكاس كالمرآة والزيت والحبر، وقديما كان يُعتقد أن الظل المنعكس في الماء هو الروح بعينها
وأيضاً يجب أن يكون الجو صافياً ذلك الوقت خالٍ من الغيم والمطر والريح.

التحضير :

يؤتى بالشخص المؤهل فيقوم الساحر بكتابة الآية الكريمة (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) على جبين المؤهل ويبدأ بتلاوة بعض العزائم التى تدعو الشياطين من الجن باسمائهم مثل أجب يا أبا طارش ويا أم الزمازم ويا أبا ديباج الخ
قال ابن منظور:(العزيمة من الرقى التي كانوا يعزمون بها على الجن، وجمعها العزائم يقال: عزم الراقي: كأنه أقسم على الداء).

وقال القرافي:(وأصلها الإقسام والتعزيم على أسماء معينة زعموا أنها أسماء ملائكة وكّلهم سليمان بقبائل الجان، فإذا أقسم ألزم الجن بما يريد).
ويبدأ بالقسم عليهم والدعوة فلكل يوم بإعتقاد السحرة ملك معين يتم الدعاء باسمه وبكلمات غير مفهومة، واستخدام خاتم معين له وهي أوفاق بأرقام معينة يتم كتابتها.

الأوفاق:

قال القرافي:(الأوفاق هي أعداد توضع في أشكال هندسية على شكل مخصوص، كانوا يزعمون أن من عمله في ورق وحمله يؤدي ذلك إلى تيسير الولادة، أو نصر جيش على جيش، أو إخراج مسجون من سجن ونحوه).
فلكل يوم ملك خادم لهذا اليوم كما هو السائد في اعتقاد السحرة ويجب الدعاء باسم ملك الجن الذي هو مكلف بهذا اليوم ويقوم ملك الجن بتوفير خدام لك من الشياطين.
يوم الاحد : الملك أبو عبدالله سعيد المذهب

يوم الاثنين : مرة بن الحارث وكنيته أبو النور الأبيض

يوم الثلاثاء: الملك أبا حرز الأحمر

يوم الاربعاء : الملك برقان الأصفر وكنيته أبو العجائب

يوم الخميس: الملك شمهورش وهو قاضي الجن

يوم الجمعة: الملك الأبيض وكنيته أبو الجن زوبعة

السبت :الملك ميمون السياف

وتلك هي أسامي ملوك الجن علماً أنه الملك شمهورش توفي كما ادعى بعض السحرة فلا نعلم هل يتم استبدال اسمه بالملك الاخر أم هي فقط مسميات ليس لها اثر.

بالإضافة لكل ملك يتم الدعاء بدعاء معين وخاتم معين ولكن لن نستعرضها هنا خوفاً من الدخول بالشركيات وفي المقال فقط نوضح الطقوس التي يتم استخدامها ولا ننصح بتعلم هذا العلم إطلاقاً.
بعد الدعوة والقسم وتوفير الخاتم المناسب يتم صرف العامر وهم الجن الذين يسكنون المنازل فلا يستطيع الساحر أن يتمم عمله بوجودهم بحجة أن الخدام من الجن لا يستطيعون الحضور بوجود عمّار المنزل.

فيتم صرف العامر بأي إصراف أو تلاوة سورة الزلزلة سبع مرات وفي كل مرة يكرر لفظة (أشتاتا) ثلاث مرات، وفي آخر السورة يوكل بانصراف العمار بأن يقول: (انصرفوا يا عمار من هذا المكان حتى يتم عملي وساعدوني على قضاء حاجتي ثم عودوا إلى أماكنكم سالمين آمنين) ثلاث مرات، تم يصلي ركعتين ويطلق البخور ويمسك بالمرأة بيده اليمين وينظر إليها ويتلو القسم عدد مائة وخمسين مرة !!.

كما يتم استخدام قسم معين مثل البرهوتية أو القادرية واللهوتية وهي أقسام طويلة جداً تبدأ بكلمات مفهومة وبعد ذلك يبدأ بالدخول بالشركيات والدعاء لغير الله كما يبدو لنا ذلك وهذا حرام ولا يجوز ويؤدي للكفر.

ينظر الناظر في مرآة وتكون جارية أو حامل كما ذكرنا سابقاً والكشف على الجبهة فالناظر يرى سحاب أو دخان يتكون فوق رأسه ثم يرى نوراً ثم ظهور الخادم فيبدأ بسؤال الخادم عن ما يشاء.

اقرأ هنا أيضاً عن تجارب واقعية في فتح المندل :

المصادر:

كتاب الخاتم السليماني والعلم الروحاني

السبت، 2 يونيو 2012

فن تشكيلي - لوحات مختارة

لما كان الفن التشكيلي شيئاً معقداً وجب أن يتم تعريفه آلاف المرات، فالفن التشكيلي كغيره من الفنون يصعب تبسيطه بكلمات محدودة، ولكنه يوصف -بشكل متفق عليه تقريباً- بأنه صياغة معنى أو فكرة بمهارة أو بقدرة يدوية

ونحن هنا لسنا بصدد الكلام عنه، إنما سنعرض لوحات مختارة مصنفة بحسب مدارس الفن التشكيلي





















بيت موندريان / تجريدي هندسي






















جورج براك / تكعيبي

















فان غوخ / انطباعي تعبيري



















غوستاف كوربيه / واقعي



















تيودور جيريكو / رومانتيكي



















يوهان فيرمير / طبيعي





















فريدريك ليتون / كلاسيكي


















فلاديمير كوش / سيريالي



















هنري ماتيس / وحشي أو وحوشي

نرحب بالآراء والمشاركات..

رواية عزازيل

تتحدث الرواية عن ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ،وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية. كما تقول مقدمة الرواية (يضمُ هذا الكتابُ الذي أّوْصيت أن يُنشر بعد وفاتي,ترجمةً أمينة قَدْرَ المستطاع لمجموعة اللفائف (الرقوق) التي اكُتشفتْ قبل عشر سنوات بالخراب الأثرية الحافلة, الواقعة الى جهة الشمال الغربي من مدينة حلب السورية ,وهي الخرائب الممتدة لثلاثة كيلومترات, على مقربةٍ من حوافّ الطريق القديم الواصل بين مدينتيْ حلب وأنطاكية العتيقتين التين بدأتا تاريخهما قبل التاريخ المعروف,وهو الطريق المرصوف ,الذي يُعتقد انه المرحلة الأخيرة من طريق الحرير الشهير ,الذي كان في الأزمنة السحيقة ويبدأ من أقاصي آسيا,وينتهى مُنهَمكّا عند ساحل البحر المتوسط , وقد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سُريانية قديمة(آرامية) في حالةٍ جيدةٍ نادراً ما نجد مثيلاً لها , مع أنها كُتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادى,وتحديداً :قبل خمسٍ وخمسين وخمسمائه وألف من سنين هذا الزمان ) تدور احداث الرواية حول الراهب هيبا والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي. كتب الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك" مر الراهب هيبا بأحداث مؤلمة في بداية حياته من قتل أبيه امامة وهو طفل وخيانة امه له . وقصة حب أمرأة وثنيه(أوكتافيا) التي تعرف عليها عندما خرج من أخميم في صعيد مصر قاصداً مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت والتي قامت بطرده عندما عرفت انه راهبا ً مسيحياً , كما انه تعلق قلبه في هيباتيا عالمة رياضيات ومنطق وفلك، عرفت بدفاعها عن الفلسفة والتساؤل، ومعارضتها للإيمان المجرد . مما ادى إلى هروب الراهب هيبا عندما شاهد ابشع جريمة اغتيال لـ هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. مما ادى إلى غضب الكنيسة في مصر عندما ذكر يوسف زيدان قصة هيباتيا في الرواية وهي قصة حقيقة مازالت تغضب المسيحيين ذكرها فكان موتها مأساويا على يد جموع المسيحيين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا فيها النيران.
(أصدر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر بيانا اتهم فيه مؤلف رواية "عزازيل" بالاساءة إلى المسيحية، مشيرا إلى أنه أخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" في روايته "شفرة دافنشي". ويعتبر هذا البيان أول رد فعل رسمي من الكنيسة المصرية على الرواية التي كتبها د. يوسف زيدان رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وقال البيان: "لم نكن نتوقع من صديقنا (سابقاً) د يوسف زيدان أن يهاجم القديس كيرلس عمود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين بمثل هذا العنف في روايته العجيبة "عزازيل" التى حاول أن يأخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" فى روايته "شفرة دافنشى".

تدمير العقيدة المسيحية

واتهم الانبا بيشوي د. زيدان بتدمير العقيدة المسيحية وقال "سوف نرد على كل ما نوى به د. يوسف زيدان تدمير العقيدة المسيحية الأصيلة"
نقلأ من موقع العربية نت ). فبعد خروج الراهب هيبا من الأسكندرية بعد قتل هيباتيا امام عينيه وقتل أوكتافيا ايضاً التي حاولت الدفاع عن هيباتيا في مشهد رهيب ترك الاثر في نفس هيبا الذي غادر فوراً إلى فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي احبه وارسله إلى دير هادئ قرب من انطاكية . وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (ميرتا)، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين.

الجوائز

فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009م. كما نالت الرواية استحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب وشهدت أسواق الكتب بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية.

عن المؤلف:

يوسف محمد أحمد طه زيدان مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات مثل مكتبة الإسكندرية
الرواية في الإعلام:
كما يمكنكم مشاهدة حلقة خُصصت للتحدث عن رواية عزازيل مع المؤلف د.يوسف زيدان والعديد من النقاد عبر قناة دريم
المصادر:
كما يمكنكم قراءة الرواية عبر هذه الصفحة :

الخميس، 31 مايو 2012

الأحلام حقائق وخفايا



بسم الله الرحمن الرحيم
الأحلام ! تلك التي تحمل لنا فكرة، حكاية، رغبة، شعور، رمز غامض أو لحظة جنونية
لماذا أوجد الله سبحانه وتعالى الأحلام؟
وكيف نحلم؟
وأين هو مكان الحلم فينا؟
ولماذا نتذكر أحلامنا حيناً وتسقط من ذاكرتنا أحياناً أخرى؟
بدايةً علّنا نتذكّرُ أحلامَ أشخاص كان لها أكبر الأثر في تاريخ البشر
رؤيا النبي يوسف عليه السلام، رؤيا النبي ابراهيم عليه السلام، حلم العزيز ملك مصر، وحلم فرعون وغيرهم ممن كانت أحلامهم دلالة على شيء واحد "أهمية الأحلام في حياتنا" وأنها وتفسيرها ليست مجرد كلام يُلقى على عواهنه.
عند الغرب الأحلام هي بشكل عام تجليات النفس المكبوتة في منطقة اللا شعور وأبرز من ألبسها ثوب التفسير هذا هو العالم سيغموند فرويد، الذي أظهر من خلال تجاربه واستنتاجاته أن الأحلام ما هي إلا رغبات -على الأغلب ذات طابع جنسي- خفيّة تأبى إلا الظهور ولو بشكل مشهد في منام، وبالرغم من أنه لاقى انتقادات شتى ولكن نظريته ظلّت لفترة طويلة المرجع الأساسي المنطقي للأحلام وتفسيرها.
ومن العلماء المعارضين لنظرية فرويد المعالج النفساني كارل غوستاف يونغ الذي قال منتقداً (بما أن حياة الانسان ليست وقفاً على هذه الغريزة الأساسية أو تلك، فإن الأحلام لا يمكن تفسيرها من جانب عنصر واحد فقط، حقاً هناك أحلام تنطوي على رغبات مكبوحة وعلى مخاوف ولكن ما بالنا بتلك الجوانب التي لا تحيط بها الأحلام ولا تتضمنها؟ الأحلام قد تتيح التعبير عن حقائق تتعذر مقاومتها، وعن دلالات فلسفية، وعن خيالات هائمة، وعن توقعات وتنبؤات، وعن خبرات لا عقلانية، بل حتى عن رؤى تواصل روحية (تليباثية) تخاطرية، وإلى جانب هذا ثمة أمور كثيرة لا يعلمها إلا الله).
أما عند العرب أو في الإسلام فمعرفة الأحلام ودلالاتها تعتبر علماً موهوباً وليس مُكتسباً، وأهم من أهتم بالأحلام وتفسيرها ابن سيرين وله كتاب معروف، وتلميذه عبدالغني النابلسي، ورفع من مكانة الأحلام وقيمتها ابن القيم الجوزية، وتحدّث عنها مطولاً ابن خلدون.
إذن فالفرق بين الأحلام وتفسيرها عند الغرب والعرب يظهر في أن الغرب يدرسونه ضمن علم النفس والتحليل وله نظريات مختلفة، أما عند العرب والمسلمين فهو حالة روحية غيبية تدل على أحداث ووقائع لا ينبغي إغفالها.

لماذا نحلم؟

قد يولد الحلم من رحم إلهام ما ، وقد يوجد تبعاً لأحداث قريبة أو بعيدة، وقد ينشأ بصورة غير معلومة على شكل تحذير أو تذكير
وبعبارة أخرى فالشعور محفز قوي للحلم
ولذلك نلاحظ أن الأشخاص ذوي الإيمان المطلق والحدس القوي تكون أحلامهم ذات معنى وأهمية أكثر من غيرهم
وربما كان حلمك له علاقة بشخص آخر، أي أن تحلم بأمر ما ويتضح لاحقاً بأن حلمك هذا يخص شخصاً آخر تعرفه بغض النظر عن نوع علاقتك بهذا الشخص، فطاقتك الشعورية قد تتعدى محيطك
ويمكن أن يكون الحلم عبارة عن إشارات تنبئ بالمستقبل، ولمن بحث في مجال الأرواح فإن الروح بعد النوم تصل إلى أعلى مراحل الرقي وبهذا فإنها تستطيع الإتصال بعوالم وأبعاد أخرى ومعرفة أحداثاً مستقبلية والالتقاء بالموتى.
هناك أفكار شائعة خاطئة حول والأحلام سأورد بعضاً منها
( أنا لا أحلُم ) عبارة متداولة ولكن الحقائق تدحض ذلك القول، إذ أن الشخص الاعتيادي معدل أحلامه في الليلة الواحدة في حالة النوم الطبيعي هي ثلاث مرات ! ولكن الذي يحدث هو نسيان للأحلام أو عدم القدرة على استرجاعها بالكامل، وفي هذا الصدد سنأتي لاحقاً على سبب تذكُّر الأحلام ونسيانها
( مسؤولية المنبهات الخارجية على إحداث الحلم ) قد يقول قائل أن صرير الباب حينما كان نائماً هو سبب حلمه الذي رأى فيه كأنه يُصعَق سمعُه بأصوات نشاز مزعجة، ولكن الحقائق تؤكد أن المنبهات الخارجية يمكنها أن تجد طريقاً فتتسرب إلى الحلم وهو جارٍ فتمتزج به وتكون جزءاً منه، لكنها ليست بأية حال مسؤولة عن حدوثه
تقول آن فاراداي في كتابها "الأحلام وقواها الخفية" : في إحدى دراساتي سكبت ماءاً بارداً على يد امرأة نائمة في فترة حلم حركة العين السريعة، وعندما استيقظت سألتها عما رأت فذكرت ( كنت أحلم أنني قفزت لأدخل عربة قطار كان قد تحرك لتوه، وأحسست بالراحة إذ تمكنت من الصعود قبل أن يفوتني، فما أن أخذت مكاني وأشعلت سيجارتي حتى شعرت بماء على يدي، فالتفتُّ إلى مصدره فرأيت مطراً يأتيني عبر النافذة المفتوحة).

كيف نحلم؟

راقب العلماء حركات العينين عند أشخاص نائمين بواسطة التخطيط الكهربائي للمخ فوجدوا أن الإنسان في مراحل نومه الأربعة تصدر عن عينيه حركة إما سريعة ومنتظمة الاتجاه عند كلا العينين وهذه الحالة تسمى REM أو حركة بطيئة لا يكون فيها اتساق او انسجام للعينين وتسمى NREM
وتتم الأحلام غالباً في حالة نوم REM والنائم في هذه المرحلة لا يتم إيقاظهم بسهولة لأنه يكون مستغرقاً في حلمه بحيث يصعب إيقاظه، على النقيض من ذلك فإن النوم في حالة NREM يكون فيها الذهن خالياً من حقائق الأحلام ويُذكر أن الحلم في هذه الحالة يميل أن يكون أقصر وأقل وضوحاً وأدنى شفافية مما تكون عليه الأحلام في حالة REM ، وأن الأشخاص يحسون وهم في حالة NREM أنهم يفكرون بدلاً من أنهم يحلمون، لهذا السبب يشير الباحثين إلى المحتوى العقلي من فترات NREM بأنه "تفكير".

لماذا لا نتذكر أحلامنا؟

قسم الباحثين الأشخاص من حيث تذكر الحلم إلى نوعين : اللا تذكريون (أو اللا استرجاعيون) و التذكريون (أو الاسترجاعيون) وهذا التقسيم جاء على خلفية فروق فردية نفسية في الشخصيات
واللا استرجاعيون هم الأشخاص الأعمق نوماً من النوع الآخر وهم في الواقع شاردي النظرات ويميلون إلى التردد والتهرب أكثر من غيرهم ومن الناحية النفسية هم يخشون الفظائع القابعة في أعماقهم من أن تُكتشف بواسطة تفسير الأحلام فيطردونها لا شعورياً وبالتالي لا يعودوا يتذكرون أحلامهم لأنهم كبتوا أحلامهم قبل أن يستيقظوا.
وقد ثبت علمياً وتجريبياً أنه إذا تم إيقاظ الشخص بصورة مفاجأة كالمنبه مثلاً فإن قدرته على استرجاع الحلم تكون أكثر مما لو تم إيقاظه بشكل تدريجي
أي أن التنبيه المباغت أو السريع يساعد على تذكر الأحلام أفضل من التنبيه الهادئ البطيئ.
ومن تجارب العلماء والباحثين الموثقة أنه إذا تم إيقاظ النائم وهو في حالة نوم REM فإنه يستطيع تذكر حلمه كاملاً أما في حالة النوم الخامل أو الفاتر NREM فإن تذكر الحلم يكاد يكون مستعصياً
كما أنه يجب على الشخص الذي استيقظ بشكل عرضي مفاجئ وتذكر حلمه على الفور أن يبقى لمدة عشر دقائق على الأقل مستيقظاً ومتأملاً حلمه الذي رآه وإلا تعذّر عليه بعد ذلك استرجاع الحلم
بقي أن نذكر أن هناك أنواع أحلام من النادر المرور بها أو تجربتها، مثل
الأحلام الشفافة : أن يشعر الحالم بوعيه أثناء الحلم مع إمكانة تغيير مجرى الحلم
أحلام التصعيد أو العلو : أن يشعر الحالم أن المشاهد التي يراها في حلمه تتنفس أو تتحرك وأن يراها أجمل بكثير من الواقع وهذا قد يحدث للأشخاص متعاطي بعض العقاقير أو المخدرات ويحدث أيضاً لأناس لم يتعاطوا أي شيء على الإطلاق.
نرحب بتعليقاتكم ومشاركاتكم..




الاثنين، 28 مايو 2012

مرحباً


أعزائنا القراء
يسعدنا أن ننقل لكم خبر افتتاح موقع مُحال وذلك بإدارة ومشاركة : محمد الفايز و غادة العلي
والذي سيكون بمشيئة الله موقع يهتم أولا بالمحتوى الفريد والطرح غير التقليدي ، وذلك من خلال عدة مجالات على سبيل المثال
علوم الماورائيات والمجهول ، قراءات واقتباسات للكتب ، جوانب التقنية ، التصوير والصور ، الموسيقى والفنون ، وغيرها الكثير
كما سنولي مشاركاتكم وتعليقاتكم أكبر الأهمية فللنقاش معكم فائدة ومتعة